نظرا لأن الانتقال إلى الخارج أصبح خيارا جذابا للكنديين الذين يرغبون في زيادة أموالهم، تشارك إحدى النساء تجربتها في العيش في تايوان لمدة 10 سنوات.
ريبيكا ماري مارتن هي صاحبة عمل تبلغ من العمر 45 عاما وتعيش في كيتشنر بأونتاريو، وتدير مارتن شركة لتنظيف النوافذ مع زوجها كريج ويسلي شميدت، وعلى الرغم من أن الزوجين عادا إلى كندا منذ ما يقرب من سبع سنوات، إلا أنهما ما زالا يحتفظان بذكريات جميلة عن العيش في الخارج.
وتتذكر مارتن التقلبات التي عاشتها في الغربة، وسبب عودتهم إلى كندا، والدروس التي تعلمتها.
بداية جديدة
أوضحت مارتن أنها وزوجها انتقلا إلى تايوان مرتين لنفس السبب.
وقالت: “بعد أن تركنا الكلية، كنا غارقين في القروض الطلابية، ولم نتمكن من تسديدها”، لذلك عندما اقترح زميل قديم في الكلية تدريس اللغة الإنجليزية في تايوان، أخذ الزوجان دورة لتعليم اللغة الإنجليزية وانتقلا إلى تشيايي في تايوان، في عام 2002، وقد أتى القرار بثماره، فقد تمكنا من سداد دين قدره 40 ألف دولار في عام واحد.
وبعد العيش هناك لمدة عامين ونصف، عاد الزوجان إلى كندا، حيث عاشا دون الحصول على وظائف لمدة ستة أشهر في فانكوفر قبل العودة إلى منزل عائلة مارتن في بورت ألبرت بأونتاريو.
وانتقلوا عدة مرات داخل أونتاريو قبل بدء عمل تجاري للرعاية النهارية المنزلية في ستراتفورد بأونتاريو، ولكن، مع حدوث الركود في عام 2009، بدأوا في خسارة العملاء، وبدأت الديون في التراكم.
وتتذكر مارتن قائلة: “لذلك قررنا السفر إلى تايوان مرة أخرى، ولكن هذه المرة بهدف البقاء لفترة طويلة جدا، ولقد تمكنا من سداد 45 ألف دولار في حوالي عام ونصف”.
وفي ذلك الوقت، كانوا يعيشون في زونجلي، وهي مدينة قريبة من تايبيه، ومع ذلك، بعد ستة أشهر، عادوا إلى تشيايي، حيث أمضوا سبع سنوات.
الحياة في الخارج
الحياة في تايوان مختلفة جدا عن الحياة في أونتاريو.
وقالت مارتن: “لم يكن هناك شيء مألوف: الطقس، والروائح، والطعام، واللغة، والتعليم، والموسيقى، والثقافة، ولقد كان الأمر قاسيا ولكنه مثير للغاية، وكل ثانية قضيناها خارج وطننا كانت بمثابة مغامرة”.
أما بالنسبة لتكلفة المعيشة، فقالت: “المقارنة مضحكة”.
وأوضحت أنه مقابل 350 دولارا فقط في الشهر، استأجروا شقة مكونة من أربع غرف نوم وحمامين تطل على البحيرة والجبال والغابة، وتكلفهم المرافق الشهرية 100 دولار إضافية، كما أن ملء خزان السكوتر الخاص بهم بالبنزين لا يكلفهم سوى 3 دولارات في الأسبوع.
كما كانت تكاليف الغذاء أقل بشكل كبير.
وعلى الرغم من الرعاية الصحية الشاملة في كندا، إلا أنها قالت إن الفرق “شاسع”.
وأوضحت أن الرعاية الصحية في تايوان مغطاة بشكل كامل، وهناك أطباء أسرة وأطباء أسنان في كل مكان، وأوقات الانتظار لا تتجاوز الدقائق، وإذا كنت بحاجة لرؤية متخصص، فيمكنك رؤيته في غضون أيام.
ولكن كونك مغتربا كان مصحوبا أيضا بالتحديات.
فقد كان السفر إلى تايوان مكلفا، وكان عليهما تأثيث شقتهما، وكان عليهم أيضا القيام برحلات متكررة إلى هونغ كونغ وتايلاند للحصول على تأشيرات عمل.
وأكدت مارتن أنه كان من السهل العيش دون التحدث باللغة الصينية، لكن حاجز اللغة كان يفصلهم عن الناس والثقافة ويجعل علاقاتهم مقتصرة على مجتمع المغتربين.
ومع مرور الوقت، افتقد الزوجان الاستقلالية في التواصل مع الآخرين دون الاعتماد على شخص آخر، ولكن الأهم من ذلك كله أنهم افتقدوا أسرهم.
وتتذكر مارتن: “لقد ناضلنا لسنوات عديدة من أجل العودة إلى كندا، لكننا لم نتمكن من تحمل تكاليف المعيشة مقارنة بتايوان، ومع ذلك، فإن قيمة الوقت الذي نقضيه مع عائلتنا تفوق في نهاية المطاف قيمة المال”.
النظر إلى الخلف
لقد مرت سبع سنوات منذ عودة مارتن وشميدت إلى كندا، حيث أصبح لديهما شعور بالاستقلال لم يشعرا به في تايوان.
وقالت مارتن “كان العيب الكبير في تايوان هو أنك، كمغترب، لن تكون أبدا سوى مدرس للغة الإنجليزية، ولن يكون لك وظيفة أخرى، ولقد أحبطني هذا بعد سنوات عديدة، وكنت أرغب في اختيار العمل المهني، لكنني لم أتمكن من القيام بذلك في تايوان، إلا أنني حصلت على سبع وظائف مختلفة منذ عودتي إلى كندا قبل سبع سنوات”.