نجت حكومة الأقلية الليبرالية برئاسة جاستن ترودو في ثالث وآخر عملية تصويت على الثقة بميزانيتها بفضل دعم الحزب الديمقراطي الجديد، اليساري التوجه.
فقد وافق مجلس العموم أمس على سياسة الميزانية العامة للحكومة بأغلبية 178 صوتاً مقابل 157 صوتاً، إذ انضمّ نواب الحزب الديمقراطي الجديد إلى النواب الليبراليين في دعم الميزانية التي قدّمتها وزيرة المالية كريستيا فريلاند مطلع الأسبوع الفائت.
أمّا نوّاب حزب المحافظين، الذي يشكّل المعارضة الرسمية، والكتلةِ الكيبيكية والحزب الأخضر فصوتوا ضدّ الميزانية.
يُذكر أنّ زعيم الديمقراطيين الجدد جاغميت سينغ كان قد قال إنّه لن يدخل البلاد في انتخابات عامة طالما أنّ جائحة ’’كوفيد – 19‘‘ لم تنتهِ.
يُشار إلى أنّ التصويت على الميزانية هو بمثابة تصويت على الثقة بالحكومة التي تقدّمها. ولو صوّتت أحزاب المعارضة الرئيسية الثلاثة، المحافظون والكتلة والديمقراطيون الجدد، ضدّ الميزانية لسقطت حكومة الأقلية الليبرالية المنبثقة عن انتخابات 21 تشرين الأول (أكتوبر) 2019 العامة ودخلت كندا في انتخابات عامة جديدة.
ونجت حكومة ترودو الأسبوع الماضي من تصويتيْن على الثقة بميزانيتها، الأول كان على تعديل مقدَّم من الكتلة الكيبيكية والثاني على تعديل مقدَّم من المحافظين.
وتتضمّن الميزانية التي قدّمتها الحكومة الليبرالية في 19 نيسان (أبريل) الجاري نفقات جديدة تفوق قيمتها 100 مليار دولار بقليل تهدف لتحفيز الانتعاش الاقتصادي، إضافةً إلى عجزٍ غير مسبوق بقيمة 354 مليار دولار للسنة المالية 2020 – 2021 التي بدأت في عزّ الموجة الأولى من جائحة ’’كوفيد – 19‘‘.
ويتعيّن على حكومة ترودو أن تقدّم في وقت لاحق مشروع قانون لتنفيذ الميزانية، والتصويت عليه هو أيضاً بمثابة تصويتٍ على الثقة بالحكومة.
وحرص رئيس الحكومة الليبرالية الأسبوع الماضي على التأكيد أنّ النفقات الضخمة التي تتضمنها الميزانية لا تشكل منصةً لإطلاق انتخابات عامة جديدة.
لكنّ ترودو لم يستثنِ حصول انتخابات من هذا النوع خلال السنة الحالية، مذكّراً بأنه يرأس حكومة أقلية ومشيراً إلى أنّ “البرلمان هو من يحدّد موعد الانتخابات”.
وإذا كان كلام ترودو يعطي انطباعاً بأنه لا ينوي أن يتسبّب شخصياً بإسقاط حكومته فهذا لا يستثني إمكانية أن يدبّر الليبراليون هزيمةً لأنفسهم على أيدي أحزاب المعارضة.
كما أنّه لا يمكن استثناء أن يُقدِم ترودو في وقت معيّن على القول إنّ البرلمان في ظلّ حكومة أقلية مختلّ وظيفياً وإنّ هذا الوضع يضطرّه لطلب تفويض واضح من المواطنين بمنح حزبه الليبرالي حكومة أكثرية، وهذا الأمر لا يتمّ إلّا من خلال انتخابات عامة.
ويعتقد بعض الليبراليين الأكثر اطّلاعاً من سواهم على الأمور التي لا تُعلَن على الملأ إنّ ترودو قد يقدم على إطلاق انتخابات هذا الصيف في حال كانت جائحة ’’كوفيد – 19‘‘ تحت السيطرة نسبياً وعمليةُ التطعيم ضدّ الوباء تسير وفق ما هو مرسوم لها ودون عقبات.
(وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا / راديو كندا الدولي)
To read the article in English press here
إقرأ أيضا : حالة تجلط جديدة و قرار جديد بشأن الحجر الفندقي … إليكم مستجدات الإصابات !