تكاثرت الضربات المجهولة في سوريا مؤخراً، بينما تشير الأصابع إلى الاحتلال الإسرائيلي العازم على استئصال تواجد الميليشيات الإيرانية في البلاد.
وفي تفاصيل آخر تلك الضربات التي وقعت فجر الخميس، كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان أنها أودت بحياة 20 من ميليشيا “لواء زينبيون”، في ريف البوكمال شرقي دير الزور، معظمهم من الجنسية الباكستانية.
كما أوضح أن طائرات مجهولة يعتقد أنها إسرائيلية، استهدفت مواقع وتمركزات تلك الميليشيا ضمن باديتي الجلاء والحمدان غرب مدينة البوكمال،الحدودية مع العراق في أقصى ريف دير الزور الشرقي، الأمر الذي أدى لسقوط خسائر بشرية ومادية
ولفت إلى أن عدد القتلى مرشح للارتفاع لوجود جرحى بعضهم في حالات خطرة، بالإضافة لوجود معلومات عن قتلى آخرين، وتسبب القصف أيضاً بتدمير مواقع وآليات.
وتخضع المنطقة الممتدة بين مدينتي البوكمال والميادين في ريف دير الزور الشرقي لنفوذ إيراني، عبر مجموعات موالية لها تقاتل الى جانب قوات النظام.
جنسيات أفغانية وعراقية
وهذه ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها تلك المنطقة، ففي 22 نوفمبر الجاري،وقعت خسائر بشرية عدة جراء قصف جوي من قبل طائرات يرجح أنها إسرائيلية على تمركزات للميليشيات الموالية لإيران، بريف البوكمال أيضا، حيث قتل 14 من الميليشيات الإيرانية من جنسيات أفغانية وعراقية.
كما شنت إسرائيل أيضا قبل أيام ضربات استهدفت، وفق المرصد، مركزاً ومخزن أسلحة تابعا للقوات الإيرانية وحزب الله اللبناني في منطقة جبل المانع في ريف دمشق الجنوبي. وطالت مركزاً لمجموعة “المقاومة السورية لتحرير الجولان” في القنيطرة (جنوب) عند الحدود السورية مع الجولان.
أهداف عسكرية لفيلق القدس
فيما أعلن الجيش الإسرائيلي الأسبوع الماضي، ضمن المرات القليلة التي تفصح فيها إسرائيل عن ضرباتها في سوريا، أن مقاتلاته قصفت “أهدافاً عسكرية لفيلق القدس وللجيش السوري”، في “رد” على عبوات ناسفة عثر عليها على طول الحدود الشمالية. وأوقع القصف وفق المرصد، عشرة قتلى بينهم جنود سوريون ومقاتلون موالون لإيران.
يذكر أن إسرائيل كثّفت في الأعوام الأخيرة وتيرة قصفها في سوريا، مستهدفة بشكل أساسي مواقع لجيش النظام السوري وأهدافاً إيرانية وأخرى لحزب الله.
وأحصى المرصد تنفيذ إسرائيل 36 ضربة جوية على الأقل في سوريا فقط خلال العام الحالي.
ونادراً ما تؤكد إسرائيل تنفيذ تلك الضربات، إلا أنها تكرّر أنها ستواصل تصدّيها لما تصفها بمحاولات إيران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري في سوريا.
وتشهد سوريا نزاعاً دامياً منذ العام 2011 تسبّب بمقتل أكثر من 380 ألف شخص وألحق دماراً هائلاً بالبنى التحتية والقطاعات المنتجة، وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.