وسط أجواء مدينة أوتاوا الباردة، حين كان يعيش برفقة والديه، لم يكن عمر مرموش يتوقع أن تمر السنوات ويصبح معشوقاً للجماهير وخاصة الفتيات في ألمانيا ومصر وأن يمتلئ صندوق رسائله برسائل المعجبات حسب وصفه، بعدما بات أبرز لاعبي آينتراخت فرانكفورت هذا الموسم، ليصبح “صلاح الجديد” بالنسبة للصحافة الأوروبية.
ويقدم مرموش مستويات رائعة مع فريقه الألماني هذا الموسم، إذ سجل 9 أهداف وصنع 6 في 9 مباريات مع فريقه بكافة المسابقات، ليساهم في احتلال فريقه المركز الثالث في الترتيب بفارق نقطة عن الصدارة.
وتختلف قصة مرموش، الذي يحمل جواز سفر كندي كون عائلته انتقلت إلى هناك للعمل أثناء طفولته، عن صلاح في الكثير من الأمور، لكنها تتشابه أيضاً في عدة نقاط أبرزها مدى صبرهما للوصول إلى قمة كرة القدم الأوروبية.
وقال مرموش في مقابلة صحفية سابقاً: عائلتي انتقلت للعمل في كندا لمدة ست سنوات وحصلوا على جوازات سفر بعد أربع سنوات. لقد زرت أوتاوا عدة مرات، لكنني عشت في مصر وأنا مصري بنسبة 100%.
وبدأ مرموش مسيرته الكروية مع ناشئي نادي وادي دجلة ثم صعد للفريق الأول تحت قيادة باتريس كارتيرون، قبل أن يتولى أحمد حسام “ميدو” مسؤولية تدريب الفريق ويبدأ في إشراكه بشكل أكبر من سابقه الفرنسي.
ومع خوضه تجربته الاحترافية الأولى حين انتقل إلى فولفسبورغ الألماني في 2017، إذ احتاج ثلاث سنوات للصعود إلى الفريق الأول، ثم خرج معاراً إلى أندية سانت باولي ثم شتوتغارت، قبل أن يتمكن من حجز مكان أساسي في تشكيلة آينتراخت فرانكفورت بعد انضمامه للفريق.
وبرر بيتر ليبراسكي، رئيس قسم الكشافة السابق في فولفسبورغ، التعاقد مع مرموش بأنه “يشبه ليروي ساني، لكنه أكثر مرونة.
وكانت الدراسة بمثابة تهديد حقيقي لرحلة مرموش، بعدما رفض والده أن يستكمل ابنه مسيرته الكروية بسبب تعارض تدريبات الفريق الأول مع مواعيد الدراسة، قبل أن يتمكن مدربه في وادي دجلة في إقناعه آنذاك.
وبات مرموش معشوقاً للفتيات بعد ظهوره من منتخب مصر في كأس أمم إفريقيا الأخيرة في كوت ديفوار، إذ يقول اللاعب البالغ من العمر 25 عاماً: فوجئت بعد خوضي مباراة للمنتخب بعدد الرسائل التي تلقيتها من الفتيات، ولا أعلم سبب ذلك.
الأمر لم يقتصر على مصر فقط، بل امتد حتى ألمانيا، إذ انتشر مقطع فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمجموعة من الفتيات يتسابقن لالتقاط صورة مع نجم الدوري الألماني.
ويبقى استبعاد مرموش من أولمبياد طوكيو بقرار “فني” من المدرب السابق شوقي غريب، أكثر لحظاته الكروية حزناً، لكنه يصب تركيزه الآن على قيادة منتخب بلاده للتأهل إلى كأس العالم 2026 بعد الغياب عن النسخة السابقة.