قد يكون بدء حياة جديدة في كندا تجربة مليئة بالحماس والتحديات في آن واحد.
من ناحية، يملك القادمون الجدد إلى كندا فرصة لبدء حياة جديدة بعد مغادرتهم لبلدانهم الأصلية، وهي خطوة تمنحهم إمكانية بناء حياة مزدهرة لهم ولعائلاتهم في بلد صُنّف ضمن المراكز الثلاثة الأولى في تصنيف “أفضل الدول” الذي تعده U.S. News لثلاث سنوات متتالية.
ومن ناحية أخرى، قد تكون هذه الخطوة مرهقة للأعصاب بالنسبة للقادمين الجدد، نظرا لأنهم يصلون إلى أرض غير مألوفة بالنسبة لهم، وهذا الشعور قد يجعلهم عرضة لارتكاب أخطاء في الفترة الأولى من وصولهم.
فمن سوء الفهم الثقافي إلى الأخطاء المالية، سنستعرض إليك فيما يلي نصائح مهمة نأمل أن تساعدك على البدء في طريق النجاح في موطنك الجديد.
الخطأ الأول: التقليل من أهمية الطقس في كندا
على عكس بعض الدول التي تعتبر مصدرا رئيسيا للمهاجرين إلى كندا، مثل الهند، حيث تكون الأحوال الجوية عادة أقل تقلبا، فإن الطقس في كندا يميل إلى أن يكون أكثر قسوة وتغيرا عبر الفصول والمقاطعات المختلفة.
ولهذا السبب، يجب على القادمين الجدد التأكد من استعدادهم بشكل كافٍ لمواجهة الظروف المناخية التي سيواجهونها في المقاطعة التي سيستقرون فيها.
وللبدء في هذا الاستعداد، يمكن للمهاجرين الجدد الاستفادة من الموارد المتاحة على الإنترنت مثل صفحة CanadaVisa التي تناقش كيفية ارتداء الملابس المناسبة لطقس كندا.
الخطأ الثاني: عدم الاطلاع الكافي على المكان الجديد
أحد الأخطاء الشائعة التي يرتكبها العديد من القادمين الجدد، والذي يمكن أن يؤثر سلبا على نمط حياتهم وفرص العمل في كندا، هو عدم البحث الجيد عن المقاطعة أو المدينة التي ينوون الاستقرار فيها.
وعلى الرغم من أن العديد من القادمين الجدد قد يتمكنون من فهم بعض المعلومات العامة حول الحياة في كندا بشكل عام، من المهم أيضا أن يدركوا أن كل مقاطعة وإقليم في كندا يتميز بخصائص فريدة.
فبدءا من فرص العمل المختلفة إلى أنظمة التعليم والرعاية الصحية المتنوعة، يجب على القادمين الجدد تخصيص الوقت لإجراء بحث مفصل حول الحياة في المقاطعة أو الإقليم الذي سيستقرون فيه.
ويمكن أن تكون الصفحات الإلكترونية المخصصة، مثل تلك المذكورة أدناه، أداة قيمة لمساعدة القادمين الجدد في هذا البحث:
- أونتاريو: Landing and Settling in Ontario
- بريتش كولومبيا: anding and Settling in British Columbia
- كيبيك: Landing and Settling in Quebec
- ألبرتا: Landing and Settling in Alberta
الخطأ الثالث: التأخر في بناء الأسس المالية
يعد ضمان وضع الأسس المالية الصحيحة لك ولعائلتك، والبدء في هذه العملية مبكرا، هو أمر بالغ الأهمية.
بعبارة أخرى، نظرا لأن النظام المصرفي الكندي قد يختلف عن ما اعتدت عليه في بلدك الأم، فإن عدم فتح حساب بنكي كندي أو عدم فهم أنظمة الائتمان بشكل صحيح في وقت مبكر قد يكون له تأثير سلبي.
من المهم أن تتعلم كيفية إدارة الأمور المالية في كندا من خلال فهم كيفية استخدام الحسابات المصرفية وبناء سجل ائتماني قوي، حيث أن هذا قد يؤثر على العديد من جوانب حياتك، مثل الحصول على قروض أو تأجير منازل في المستقبل.
الخطأ الرابع: عدم الإلمام بأعراف بيئة العمل الكندية
تختلف ثقافة بيئة العمل في كندا بشكل كبير عن الواقع في العديد من الدول التي يأتي منها القادمون الجدد، خاصة تلك الواقعة خارج أمريكا الشمالية.
على سبيل المثال، هناك نمط محدد للسيرة الذاتية في كندا يُنصح القادمون الجدد باتباعه عند البحث عن وظيفة.
كما أن بناء العلاقات المهنية يعد جزءا مهما من العثور على وظيفة في كندا.
وتعتبر أحد الأخطاء التي يقع فيها الكثير من القادمين الجدد هي سوء تقدير التفاصيل الدقيقة لآداب العمل والتواصل المهني في كندا.
الخطأ الخامس: تجاهل فوائد التقدم التعليمي
يعتبر جزء كبير من العيش بشكل مريح، خاصة في بلد جديد، هو النمو والتطور المهني.
لذا، فإن تفويت الفرص لتطوير المهارات أو اكتساب مؤهلات قد تعزز فرصك في العمل يعد خطأ يجب على جميع القادمين الجدد إلى كندا تجنبه.
وسواء كان ذلك من خلال الالتحاق بالدراسة، البحث عن مهنة جديدة، أو الانضمام إلى برامج تأهيلية تربط بين مؤهلاتك السابقة واحتياجات السوق، هناك العديد من الطرق التي يمكن للقادمين الجدد من خلالها تعزيز قابليتهم للتوظيف والمضي قدما نحو تحقيق حياة أفضل في كندا.
الخطأ السادس: عدم البحث الكافي عن خيارات السكن
كل مقاطعة أو إقليم في كندا يتميز بسوق عقاري فريد من نوعه.
وقد يؤدي التسرع في توقيع عقود إيجار طويلة الأمد أو شراء منزل دون استكشاف المجتمعات المختلفة في وجهتك وفهم أسواق العقارات المحلية، إلى آثار سلبية على المدى الطويل.
وللحصول على فهم أعمق حول خيارات السكن في كندا، يمكنك الاستفادة من الصفحات التالية:
- Renting a Home
- Buying a Home
الخطأ السابع: إهمال بناء العلاقات المحلية
على غرار أهمية بناء العلاقات المهنية للحصول على وظيفة في كندا، فإن بناء شبكة دعم من الكنديين في مجتمعك المحلي يعتبر مفيدا للنمو الشخصي والفرص المهنية على حد سواء.
وإهمال هذه المهمة كقادم جديد إلى كندا قد يجعل عملية التأقلم مع البيئة الجديدة أكثر صعوبة، ويحد من قدرتك على تأسيس حياة مريحة ومستقرة في موطنك الجديد.
الخطأ الثامن: عدم التسجيل في نظام الرعاية الصحية بسرعة
تمتلك كل مقاطعة وإقليم في كندا نظام رعاية صحية خاص بها، وعلى الرغم من أن بعض الحكومات المحلية تتطلب من القادمين الجدد الانتظار قبل أن يتمكنوا من الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية العامة، إلا أن جميع الحكومات الكندية توصي بأن يحصل القادمين الجدد على تغطية صحية خاصة في أقرب وقت ممكن بعد وصولهم إلى كندا.
وعدم القيام بذلك قد يترك القادمين الجدد مع تكاليف مرتفعة للدفع مقابل الرعاية الصحية، وهو ما قد يكون غير ممكن للكثيرين عند وصولهم إلى بلد جديد.
ويمكن أن توفر الصفحات الإلكترونية المخصصة لكل مقاطعة وإقليم في كندا مزيدا من التفاصيل حول نظام الرعاية الصحية المحدد في كل منطقة، بما في ذلك أي أوقات انتظار مرتبطة بالتسجيل في الرعاية الصحية العامة وكيفية الحصول على الرعاية الصحية الخاصة في الوقت الحالي.
الخطأ التاسع: تحمل نفقات مبكرة غير ضرورية
يعد تجنب الإنفاق المفرط في البداية من خلال فهم تكاليف المعيشة ووضع ميزانية حكيمة، أمرا أساسيا لتأسيس حياة مريحة كمقيم جديد في كندا.
وتعلم كيفية الادخار والاستثمار يمكن أن يكون مفتاحا لتحقيق هذا الهدف.
فمن المهم أن تضع خطة مالية واضحة، تضمن لك تلبية احتياجاتك الأساسية دون تجاوز حدود ميزانيتك، مما يساعدك في التكيف بشكل أفضل مع البيئة الجديدة.
الخطأ العاشر: تجاهل الدعم المتاح للاستقرار
غالبا ما يكون القادمين الجدد مشغولين بتأسيس أساس جيد لأنفسهم ولعائلاتهم، مما يجعلهم يفوتون الفرص القيمة، وغالبا المجانية، التي صُمّمت خصيصًا لمساعدتهم في التكيف مع حياتهم الجديدة في كندا.
وغالبا ما لا يتم الاستفادة من الكثير من خدمات الاستقرار المجانية المتاحة في جميع أنحاء البلاد، من قبل القادمين الجدد المؤهلين.
وتختلف معايير الأهلية لخدمات الاستقرار، حيث تعتمد غالبا على الجهة الممولة لهذه الخدمات.
على سبيل المثال، خدمات الاستقرار الممولة من قبل الحكومة الفيدرالية الكندية – وزارة الهجرة واللاجئين والمواطنة الكندية (IRCC) – متاحة فقط للمقيمين الدائمين، واللاجئين، والأشخاص المحميين، وبعض المقيمين المؤقتين.
وتساعد خدمات الاستقرار القادمين الجدد في مجالات متنوعة، بدءا من تدريب اللغة والرعاية الصحية/الخدمات الاجتماعية إلى البحث عن عمل والمساعدة العامة في التوظيف.