قام لاعب كرة القدم الكندي الجزائري محمد فارسي، الذي يلعب مع فريق كولومبوس كرو (أوهايو) في الدوري الأمريكي لكرة القدم (MLS)، بتغيير جنسيته الرياضية من الكندية إلى الجزائرية.
هذا ما أكّدته مصادر مقرّبة من المدافع الأيمن لِراديو كندا الدولي.
وسيسمح هذا التغيير في الجنسية الرياضية للاعب المولود في مونتريال عام 1999 باللعب مع الفريق الوطني الجزائري إذا قرر مدرب هذا المنتخب، فلاديمير بيتكوفيتش، استدعائه.
ومن المقرر أن يتم الانتهاء من العملية بحلول نهاية الشهر الحالي حيث أن المنتخب الجزائري سيدخل في تربّص في سبتمبر/أيلول المقبل تحضيراً للمشاركة في تصفيات كأس الأمم الإفريقية 2025.
ولعب محمد فارسي سابقاً مع منتخب كندا في كرة الصالات ومع المنتخب الأولمبي تحت 23 عاماً. وفي عام 2020، فاز بجائزة أفضل لاعب كندي في الدوري الكندي الممتاز.
وفاز فريقه الحالي، كولومبوس كرو، بكأس الدوري الأمريكي لكرة القدم (MLS) في ديسمبر الماضي.
وفي العام الماضي، طلب منه مدرب المنتخب الكندي، جون هيردمان، الالتحاق بفريقه لكن محمد فارسي رفض، بحسب ما علم راديو كندا الدولي من محيط اللاعب.
كان دائماً هدف [محمد فارسي] اللعب مع المنتخب الجزائري لِكرة القدم.
نقلا عن مصدر مقرّب من اللاعب
وفي السنوات الأخيرة، بدأت الجزائر، مثل غيرها من دول الجنوب، في استقدام لاعبين من جاليتها في المهجر الذين يلعبون في أندية أوروبية مختلفة.
ولكن حتى الآن، فشل اللاعبون الذين يلعبون في الدوري الأمريكي لكرة القدم في إثارة اهتمام مختلف مدربي المنتخب الجزائري
ويمكن أن تتغيّر الأمور، فالدوري الأمريكي ليس غريبا على مدرب المنتخب الجزائري الذي سبق له تدريب المنتخب السويسري لكرة القدم من 2014 إلى 2021، وهو البلد الذي عبر منه بعض اللاعبين المحيط الأطلسي ي للعب في الدوري الأمريكي.
حوالي عشرين منهم قاموا بذلك منذ التسعينيات.
وفي مقابلة مع راديو كندا الدولي، أوضح وليد بوشنافة، المستشار الدولي في كرة القدم والمقيم في أوتاوا، أن طلب تغيير الجنسية الرياضية يجب أن يقدمه اللاعب بنفسه.
يجب على اللاعب تقديم طلب مكتوب بخط اليد [لتغيير الجنسية الرياضية] إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
نقلا عن وليد بوشنافة، مستشار دولي في كرة القدم
وبما أن اللاعب وُلد في كندا فيمكنه إثبات أصوله الجزائرية من خلال والديه وأجداده المولودين في الجزائر.
ويذكّر المستشار أن قبول تغيير الجنسية الرياضية مرتبط بعدم معارضة الاتحاد الكندي لكرة القدم. وقال :’’ في السابق، رفض محمد فارسي اللعب مع الفريق الكندي وأبدى رغبته في الالتحاق بالمنتخب الجزائري.‘‘
وبالنسبة لِوليد بوشنافة، هناك فرصة جيدة لاستدعاء محمد فارسي للمنتخب الوطني الجزائري. ’’لا يتمّ طلب تغيير الجنسية الرياضية من الاتحاد الدولي إذا لم يكن هناك اهتمام حقيقي [من المدرب] أو بناءً على طلبه.‘‘
إذا تم اختيار محمد فارسي، سيكون أول لاعب ولد في كندا يلعب مع الفريق الجزائري.
نقلا عن وليد بوشنافة، مستشار دولي في كرة القدم
الطفولة ودور الأب
هاجر والدا محمد فارسي إلى كندا قبل عامين من ولادته. وكان والده حارس مرمى في مسقط رأسه بالجزائر، وهران.
وفي مقابلة مع راديو كندا الدولي، أوضح أنه عند وصوله إلى كندا تابع تدريباً لِمدربي كرة القدم.
وبدأ بمرافقة ابنه محمد وهو في الثانية من عمره ليلعب كرة القدم معه ومع إخوته في حدائق مختلفة في الحي الذي يسكن فيه.
ثم سجله في الفنون القتالية وهو في الرابعة من عمره. وهي رياضة استمر في ممارستها حتى سن 17 عاماً. وحصل على لقب بطل كندا مرتين في التايكوندو، بما في ذلك واحدة في عام 2012 عندما كان عمره 13 عاماً.
وبدأ محمد فارسي ممارسة كرة القدم وهو في السابعة من عمره عندما قام والده بتسجيله في نادي كرة القدم بوكانييه (Boucaniers)، الذي أعيدت تسميته منذ ذلك بـ’’مونتريال سونتر‘‘ (Montréal Centre).
ولعب لأندية أخرى في مونتريال ثم لعب في فريق مدرسته الثانوية (Ahuntsic) قبل أن يبدأ مسيرة شبه احترافية تلتها فترة ستة أشهر في نادي عين مليلة في الجزائر قبل العودة إلى كندا.
وفي عام 2020، بدأ مسيرته الاحترافية في غرب كندا مع فريق Cavalry FC في كالغاري (ألبرتا)، ثم انتقل في عام 2020 إلى كولومبوس كرو في الولايات المتحدة.
وعن سرّ نجاح ابنه، يقول أبوه : ’’بالتأكيد المثابرة.‘‘
