*بقلم: محمد هشام خليفة / وندسور – كندا
عادة ما نسمع أن فلان حاصل على «دكتوراه فخرية» ذلك يعني أن الشخص لم يتحصل على هذه الشهادة أكاديميا إنما له إسهابات في هذا المجال ، ولا يمكن مقارنته بمن درس و تعب و عمل ليستحصل على هذه الشهادة الأكاديمية.
في الماضي كندا و بلاد كثيرة أخرى تحصلت على شهادة دكتوراه رسمية بالحرية ( بالمقارنة مع بلادنا العربية ) ، لكن اليوم نشعر أن الحرية في كندا و في بلدان أخرى أصبحت منقوصة بفعل الوباء وما نتج عنه و كأن الحرية أصبحت فخرية .
مكافحة الوباء جعلتنا نفقد حقوقا كثيرة نُص عليها في شرعة الحقوق الكندية ، حتى أن المحكمة الفدرالية وقعت في حيرة من أمرها أيهما أولى مكافحة الوباء الذي يخلف عشرات الضحايا يوميا ، أم حرية الأفراد التي مات ملايين البشر من من أجل الحصول عليها ؟
حجز المسافرين في فنادق مثلا يتعارض بشكل صارخ مع مبدأ الحرية إلا أن المحكمة الفدرالية قالت أن «المصلحة العامة تكمن في عدم تعليق الحجر الصحي في الفنادق» ، لكن أردفت : « الحكومة إتخذت إجراءات «مفرطة» أثرت بشكل كبير على حقوق وحريات الأفراد» و أجلت البت في قانونية هذا الإجراء من عدمه إلى يونيو القادم !.
ولا ننسى حالة التخبط التي عاشتها أونتاريو بعد الإجراءات التي فرضها الحاكم دوج فورد ثم تراجع عنها تحت الضغط ، فإعطاء صلاحيات شبه مطلقة للشرطة في توقيف و محاسبة المواطنين أعاد إلى الأذهان حقبة سوداء حتى أن الشرطة نفسها رفضت هذه الصلاحيات.
و أمام واقع أننا سنعيش لسنوات قادمة مع هذه الوباء كما يقول الأطباء ، يبدو أن المشهد سيكون رماديا أي أن الحكومات لن تتمكن من مكافحة الوباء بفعالية و نحن لن نتمكن من ممارسة حياتنا بحرية ، لكن نسأل الله أن يرفع عنا الوباء لنعود لحياتنا “الطبيعية” و ليس “الفخرية” .
رابط العدد الجديد PDF: NEW Issue press here
(وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا / راديو كندا الدولي)
إقرأ أيضا : ترودو يتوقع إستخدام جواز سفر لقاح كورونا … إليكم مستجدات الإصابات !