هناك الكثير من المعلومات الخاطئة على الإنترنت حول طبيعة الحياة في كندا.

باعتبارها واحدة من أشهر الوجهات للهجرة في العالم، يقوم العديد من الأشخاص بتشكيل صورة عن الحياة في كندا تركز إما بشدة على الإيجابيات أو تسلط الضوء فقط على الجوانب السلبية للحياة في هذا البلد.

ولتقديم صورة أكثر توازنا عن الحياة في كندا، سيعالج هذا المقال بعض المفاهيم الخاطئة الأكثر شيوعا على الإنترنت حول كندا.

المفهوم الخاطئ 1: التوظيف الفوري

يعتقد البعض أن القادمين الجدد يمكنهم الحصول على وظيفة في مجالهم المختار فور وصولهم إلى كندا.

ولكن غالبا ما يكون البحث عن وظيفة في كندا، عملية تستغرق وقتا طويلا بالنسبة للقادمين الجدد.

ويُعد الحصول على مقابلة عمل أحد التحديات الأولى، حيث يستغرق الأمر أسابيع أو شهورا حتى يتصل بك صاحب العمل.

وعندما يحصل القادمون الجدد (وغيرهم من الكنديين) على مقابلة، قد يستغرق أصحاب العمل عدة أشهر لتوظيف شخص ما.

ويعود ذلك إلى أن مئات الأشخاص قد يتقدمون لنفس الوظيفة، مما يجعل عملية المقابلات نفسها تستغرق وقتا طويلا.

في الواقع، يقترح موقع TopResume.com، وهو مصدر لكتابة السيرة الذاتية ظهر في CNBC و Huffington Post، أن متوسط البحث عن وظيفة في عام 2024 قد يستغرق بين خمسة وستة أشهر.

وهناك سبب آخر قد يجعل البحث عن وظيفة يستغرق وقتا أطول للقادمين الجدد هو ما يُعرف غالبا بـ “عدم التوافق في المهارات”.

ويُستخدم هذا المصطلح لوصف ما يحدث عندما يمتلك القادم الجديد خبرة واسعة في مهنة أو صناعة في بلده الأصلي، ولكنه يجد صعوبة في الحصول على وظيفة في مجاله بعد وصوله إلى كندا، ويعني هذا أن العثور على وظيفة قد يستغرق وقتا أطول للقادمين الجدد مقارنة بالكنديين.

ومع ذلك، بدأت هذه الحالة تظهر بعض التحسن، حيث تشير بيانات حديثة من “إحصاءات كندا” إلى أن عدد المهاجرين الذين يعملون في وظائف تتناسب مع مؤهلاتهم زاد بنسبة 4.4% بين تعدادَي 2016 و 2021.

المفهوم الخاطئ 2: المناخ

كندا دائما باردة.

تعتمد تجربتك مع الطقس في كندا بشكل كبير على المكان الذي تعيش فيه.

فقد يختلف المناخ في كندا، الذي يُعرض بالدرجة المئوية (°C)، بشكل كبير، حيث تشهد بعض المناطق طقسا قاسيا وباردا باستمرار، بينما تتمتع مناطق أخرى بطقس معتدل نسبيا.

ويمكن العثور على أحد الأمثلة عن ذلك عند مقارنة بيانات “المعايير المناخية الكندية” للفترة من 1991 إلى 2020 التي نشرتها هيئة البيئة الكندية.

ووفقا لهذه البيانات، في Eureka، نونافوت (وهي قاعدة بحثية تقع في أقصى شمال كندا)، كان أعلى متوسط درجة حرارة يومية في أي شهر هو 6.8°C (في يوليو).

بالإضافة إلى ذلك، كان متوسط درجة الحرارة اليومية على مدار العام -18.1°C.

وتُعتبر Eureka واحدة من أبرد الأماكن في كندا، حيث سُجلت درجة حرارة يومية سلبية في تسعة من أصل 12 شهرا في السنة.

من ناحية أخرى، تُعتبر Victoria، في مقاطعة بريتش كولومبيا، واحدة من المدن الدافئة نسبيا في كندا.

ووفقا لنفس البيانات، بلغ متوسط درجة الحرارة اليومية في فيكتوريا 17.2°C في يوليو، وكان المتوسط السنوي لدرجة الحرارة اليومية حوالي 10.3°C.

ومع ذلك، يتغير الطقس في كندا على مدار السنة

على سبيل المثال، شهدت مدينة Lytton في بريتش كولومبيا أعلى درجة حرارة في العام الماضي حيث وصلت إلى 42.2°C في 15 أغسطس 2023.

وفي المقابل، سجلت مدينة Abbotsford، التي تبعد عن Lytton أكثر من ساعتين بقليل، درجة حرارة منخفضة تتراوح بين -11°C و -16°C في 12 يناير 2024.

حتى في نفس الشهر أو الموسم، يمكن أن تتفاوت درجات الحرارة في كندا بشكل كبير.

على سبيل المثال، شهدت مدينة Regina في ساسكاتشوان درجات حرارة مرتفعة جدا ومنخفضة جدا في شهر أكتوبر.

ووفقا لبيانات البيئة الكندية، سجلت مدينة Regina درجة حرارة قصوى بلغت 32.0°C في أحد الأعوام، وأيضا درجة حرارة دنيا قصوى بلغت -26.1°C في عام 2011.

المفهوم الخاطئ 3: ارتفاع تكلفة المعيشة

العيش في كندا باهظ التكاليف بشكل موحد.

على الرغم من أن تكلفة المعيشة تعتمد على عوامل متنوعة، فإن أحد المقاييس الشائعة لتكاليف المعيشة بالنسبة للقادمين الجدد إلى كندا هو متوسط الإيجارات في المدن المختلفة.

فقد تكون التكاليف عادة أعلى في المدن الكبرى مثل فانكوفر وتورونتو.

المفهوم الخاطئ 4: الوصول الفوري إلى الرعاية الصحية المجانية

القادمون الجدد إلى كندا سيحصلون على وصول فوري إلى نظام الرعاية الصحية الشامل في كندا.

ففي كندا، تتيح بطاقة الصحة لجميع حامليها الوصول إلى التأمين الصحي العام في مقاطعتهم أو منطقتهم.

وتعتمد الأهلية للحصول على الرعاية الصحية عادةً على حالة القادم الجديد في كندا.

وبعبارة أخرى، تُخصص بطاقات الصحة عادةً للمواطنين والمقيمين الدائمين في كندا، على الرغم من أن بعض المقاطعات تسمح للمقيمين المؤقتين (مثل الطلاب الدوليين، والعمال الأجانب المؤقتين، وما إلى ذلك) بالحصول على تغطية الرعاية الصحية العامة.

وفي بعض المقاطعات، لا يكون القادمون الجدد مؤهلين للحصول على تغطية الرعاية الصحية العامة فور تقديمهم للحصول على بطاقة الصحة.

ويعود ذلك إلى أن بعض المقاطعات والأقاليم تتطلب من القادمين الجدد الانتظار لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر لبدء الاستفادة من الخدمات. ينطبق هذا أيضًا على الكنديين الذين ينتقلون من مقاطعة إلى أخرى.

ملاحظة: المقاطعتان الوحيدتان اللتان لا توجد بهما فترة انتظار هما أونتاريو و Newfoundland and Labrador.