ربما تبحث عن طقس أكثر دفئا، أو فرصة للدراسة في الخارج، أو ربما تريد فقط تغييرا جديدا في حياتك، أيا كان السبب، إذا كنت ترغب في الهجرة من كندا، فهناك الكثير مما يجب مراعاته قبل أن تصبح غير مقيم بشكل رسمي.

عندما يتعلق الأمر بالتمويل، فهناك قائمة طويلة من الأشياء التي يجب التحقق منها، بما في ذلك المكان الذي تخطط للانتقال إليه، وما إذا كنت ستستمر في كسب دخل كندي، وحالة أصولك واستثماراتك، وكيف سيتم فرض الضرائب عليك في المستقبل.

وفيما يلي بعض الأشياء التي يجب مراعاتها إذا كنت تريد العيش في مكان آخر غير كندا:

هل أنت متأكد من أنك ستقطع جميع العلاقات مع كندا؟

أوضح Jamie Golombek المدير الإداري للتخطيط العقاري الضريبي في CIBC Private Wealth في تورنتو، أنه قبل أن تبدأ في التفكير في العواقب المالية، فإن أهم شيء يجب أن تسأل نفسك عنه هو ما إذا كنت تريد حقا أن تصبح غير مقيم.

وقال: “تأكد من أن هذا هو القرار الصحيح حقا، وتأكد من أنك ناقشت هذا الأمر مع عائلتك، وعائلتك الممتدة، وأقاربك الأكبر سنا، وأطفالك، وكل ذلك”، مضيفا أنه من المهم أيضا أن يكون هذا خيارا لأسلوب الحياة.

وأشار Golombek إلى أن لديه عملاء نظروا إلى أماكن مثل جزر كايمان، حيث معدل الضريبة صفر، لكنهم يشعرون بالملل بسرعة ويعودون إلى كندا في غضون عام أو عامين.

بيع عقاراتك السكنية

إذا كنت مصمما على المغادرة، فهناك عدد من الأشياء التي يجب عليك القيام بها قبل تلبية شروط كونك مهاجرا.

فوفقا لوكالة الإيرادات الكندية (CRA)، فإنك تعتبر مهاجرا لأغراض ضريبة الدخل إذا قررت العيش في بلد آخر وقطعت روابطك السكنية مع كندا، مما يعني أنه يجب عليك التخلي عن منزلك الكندي وإنشاء منزل دائم جديد في بلد آخر.

وإذا احتفظت بمقر إقامتك الأساسي في كندا، فإنك تعتبر مقيما فعليا وليس مهاجرا، مما يعني أنك تدفع الضرائب كما لو لم تغادر كندا أبدا، وسيتعين عليك الإبلاغ عن جميع الدخل من داخل كندا وخارجها، بالإضافة إلى دفع جميع الضرائب الفيدرالية والإقليمية أو الإقاليمية من داخل كندا.

ويؤكد Golombek أنه إذا كنت جادا بشأن أن تصبح غير مقيم، فإن بيع ممتلكاتك أمر بالغ الأهمية، خاصة وأن الحكومة قد تستخدم ذلك ضدك.

وقال “إذا كان لديك مسكن رئيسي ولكنك اخترت عدم بيعه، فإن (وكالة الضرائب الكندية) لديها حجة قوية مفادها أنك لم تقطع العلاقات حقا، وحتى لو ظل المسكن شاغرا، (قد يشير ذلك) إلى أن لديك الفرصة للعودة بعد إخطار مسبق ببضعة أيام فقط”.

والأمر لا يقتصر على مجرد بيع منزلك، فإذا كانت لديك روابط أخرى، مثل عضوية النادي، أو الانتماء إلى منظمة، أو الحصول على تأمين صحي خاص، فيجب عليك التخلي عن هذه الأشياء”.

ويقول إن بعض الأشخاص يذهبون إلى حد التخلي عن رخصة القيادة الكندية الخاصة بهم، على الرغم من أن هذا قد لا يكون ضروريا.

هل لا يزال يتعين عليك دفع الضرائب الكندية؟

إذا كنت تخطط للهجرة مع الاستمرار في كسب الدخل من كندا، فأنت ملزم بإخطار كل من المستفيد والمؤسسة المالية ووكالة الضرائب الكندية بأنك لن تكون مقيما بعد الآن.

وبصفتك غير مقيم، فإنك تدفع ضريبة الدخل الكندية فقط على دخلك من مصدر كندي – ومع ذلك، يجب الإبلاغ عن أنواع معينة فقط من الدخل من مصدر كندي في إقرارك.

ويخضع جزء من هذا الدخل لضريبة تبلغ عادة 25 في المئة (ما لم تكن هناك معاهدة ضريبية بين كندا وبلدك الجديد أو مقر إقامتك)، ويشمل ذلك مزايا خطة معاشات التقاعد الكندية وخطة معاشات كيبيك، ومدفوعات خطة الادخار التقاعدي المسجلة (RRSP) ومخصصات التقاعد.

ما هو التصرف المفترض؟

حسنا، لقد بعت كل شيء ولديك مكان للانتقال إليه، إذا أنت مستعد لمغادرة البلاد، ولكن هناك مربع أخير يجب التحقق منه، وقد يكون الأكثر تكلفة: ضريبة المغادرة، والمعروفة أيضا باسم التصرف المفترض.

فقبل مغادرتك، تفترض الإيرادات الكندية أنك “تخلصت من أنواع معينة من الممتلكات بقيمتها السوقية العادلة ثم استعدتها بنفس المبلغ، وتعتبر هذه العناصر مكاسب رأسمالية، ويجب عليك دفع ضريبة عليها.

وقال “لنفترض أن لديك أسهما في Apple اشتريتها منذ سنوات مقابل 10000 دولار، والآن أصبحت قيمتها 20000 دولار، وفي اليوم الذي تغادر فيه كندا، يُعتبر أنك بعت تلك الأسهم مقابل 20 ألف دولار، وسيتعين عليك دفع ضريبة مكاسب رأس المال على هذا المكسب الذي يبلغ 10 آلاف دولار في إقرارك الضريبي النهائي – حتى لو لم تبع الأسهم”.

ويوضح Golombek أن هذه هي الفرصة الأخيرة للبلاد لفرض ضريبة عليك عند مغادرتك.

وأضاف “لقد عشت هنا، وازدهرت في كندا، ومن المفترض أنك ربحت بعض الثروة، ولقد استفدت، لذا تريد كندا نصيبها العادل”.

نصيحة أخيرة

يقول لين سوندرز وهو محام متخصص في الهجرة إلى الولايات المتحدة، والذي ولد في كندا ولكنه يحمل الجنسية الأمريكية، إن أول شيء يخبر به عملاءه الذين ينتقلون إلى الولايات المتحدة هو أن يصبحوا مواطنين أمريكيين، وأن هذا سيؤتي ثماره في المستقبل، بغض النظر عما إذا كانوا يقررون البقاء في الولايات المتحدة أم لا.

وأضاف “عندما حصلت على بطاقتي الخضراء لأول مرة منذ أكثر من 20 عاما، لم أفكر أبدا أنه سيكون من المهم أن أصبح أمريكيا، ولقد فكرت، لماذا أهتم؟ إذا عدت إلى كندا، فقد تفقد بطاقتك الخضراء، لذلك أشجع دائما زملائي الكنديين على أن يصبحوا أمريكيين”.

كما أشار إلى أنه على الرغم من الفوائد التي يوفرها نظام الرعاية الصحية في الولايات المتحدة، إلا أنه مكلف.

وتابع: “ذهبت إلى كلية الحقوق في منتصف التسعينيات وكانت التكلفة (الرعاية الصحية) 100 دولار أمريكي شهريا، أما الآن، أدفع 3000 دولار أمريكي شهريا لعائلتي، وأقول دائما للكنديين، كلما تقدمت في السن، كلما زادت تكلفة الرعاية الصحية، وفي بعض الأحيان يكون هذا رادعا للأشخاص الأكبر سنا الذين يهاجرون إلى هذا البلد”.

وبخلاف التأكد الواضح من رغبتك حقا في مغادرة البلاد، أوضح Golombek أنه من المهم أن تتحدث مع متخصص في الضرائب و”تفحص صافي ثروتك بالكامل”.

وقال: “انظر إلى جميع أصولك والتزاماتك وقم بإدراجها على قطعة من الورق، واطرح الأسئلة، وانظر إلى ما يستحق الاحتفاظ به، أو ما يجب عليك بيعه”.

ويؤكد على ضرورة الاستعداد حتى لا تفاجأ بمجرد مغادرتك البلاد برسالة تطالبك بمبلغ كبير من المال.

وقال “في النهاية، لا تريد أن تتعرض لمفاجأة ضريبية كبيرة”.