تَجري أميرة أبو كْميل (17 عاما)، مسرعة، كي تلقي بنفسها في أحضان والدتها “نسرين”، لتروي ظمأ ستة أعوام من الفراق.
وبعد بكاء حار، يتخلله الكثير من التنهيدات وعبارات الشوق، تُخلي “أميرة” المجال لأشقائها الستة، كي يستقبلوا والدتهم.
وخلال ست سنوات، لم يسمح الإحتلال لأبناء نسرين أبو كميل، بزيارة والدتهم.
وللأسيرة السابقة، سبعة أبناء، وهم: فِراس (19 عامًا)، فارس (18 عامًا)، أميرة (17 عامًا)، ملَك (15 عامًا)، داليا (13 عامًا)، نادين (9 أعوام)، وأحمد (7 أعوام).
وما أن وصلت المحررة أبو كْميل، منزلها بمدينة غزة، حتى علت أصوات التكبير والزغاريد، وتحلّق حولها العشرات من الفلسطينيين لتهنئتها بالسلامة.
وبدت علامات الانهاك واضحة على أبو كميل، إلا أن فرحة وصولها إلى بيتها ورؤية أفراد أسرتها أنستها التعب، لتعيش معهم مشاعر حُرمت منها منذ 6 أعوام قضتهم خلف قضبان سجون الاحتلال.
وعاشت أسرة أبو كميل، ثلاثة أيام عصيبة، أعقبت الإفراج عنها يوم الأحد الماضي، حيث منعتها من دخول غزة، قبل أن تسمح لها الأربعاء، بالمرور.
وأبو كْميل، من مواليد مدينة حيفا (شمال) وتحمل الهوية الإسرائيلية، لكنها متزوجة من فلسطيني في قطاع غزة، وهي أم لسبعة أبناء.
وأمام منزلها بمدينة غزة، أقامت عائلتها خيمة علقت عليها صورها.
وقالت أميرة، ابنة الأسيرة المحررة أبو كميل، لمراسل الأناضول: “اليوم فرحتنا كبيرة، اليوم أحلى يوم في حياتي”.
وأضافت: “الاحتلال حرمنا من والدتنا 6 سنوات، بس (لكن) اليوم رجعت لنا بالسلامة، أنا مشتاقة لها كثيرا، وبدي أضل (أبقى) بحضنها”.
وعند وصول المحررة أبو كميل لمنزلها، قالت في حديث مقتضب لوسائل الإعلام: “الأسيرات في السجون يطالبن الجميع بالوقوف معهن بكل الوسائل”.
وأضافت: “الأسيرات يقدمن الشكر للمقاومة الفلسطينية، ويطالبن بخطف مزيد من الجنود (الإسرائيليين) للإفراج عنهن من السجون الإسرائيلية”.
ولم تستطع أبو كميل، من إكمال تصريحاتها للصحفيين، نظرا لإقبال عدد كبير من أقاربها لتهنئتها.
واعتقلت إسرائيل، أبو كميل، في 18 أكتوبر/أول تشرين 2015، وحُكم عليها بالسجن ست سنوات، بتهمة تقديم “مساعدات للمقاومة في غزة”.
وتعتقل إسرائيل في سجونها نحو 4600 أسير فلسطيني، بينهم 35 أسيرة، ونحو 200 طفل، و520 معتقلا إداريا.