صفات وتصرفات رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم، لاشك إنما هي مضرب للمثل في الصلاح وحسن الخلق، واكتمال الجمال، فمن سار على نهجه إنما استن سنته، ومن فعل ذلك لاشك رضي الله عنه وأرضاه، واستقبله يوم موته على أحسن ما يكون استقبال العباد الصالحين.
ومن ذلك وصف كلامه أو كيف يأكل، وأيضًا كيف كان يمشي عليه الصلاة والسلام؟.. فقد قيل في وصف سيدنا النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم : «إذا زال زال قلعًا، يخطو تكفيًا ويمشي هونًا ذريع المشية كأنما انحط من صبب؛ يعني كان عليه الصلاة والسلام لما بيرفع قدمه من على الأرض أثناء المشي كان بيرفعها بقوة وسرعة، يخطو تكفيا ويمشي هونًا يعني يضع قدمه بلطف وسهولة ويسر، ولما يمشي تجد عليه المهابة مع التواضع واللطف».
أحسن السير
لاشك أن رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم، كان أحسن من مشي على وجه الأرض، فعن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه، قال : «ما رأيت شيئا أحسن من رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كأن الشمس تجري في وجهه . وما رأيت أحدا أسرع في مشيه من رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كأنما الأرض تطوى له ، إنا لنجهد أنفسنا وإنه لغير مكترث».
يقول الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه: «كان إذا مشى تكفأ تكفؤاً كأنما ينحط من صبب»، أي يرفع رجليه من الأرض رفعاً بائنا بقوة.. والتكفؤ التمايل إلى الأمام، كما تتكفأ السفينة في جريها، وهو أعدل المشيات.. وهي مشية في مجملها تعلم معنى النشاط، ولا تعرف للكسل طريقًا، فقد روى الإمام أحمد عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا مشى مشى مجتمعاً ليس فيه كسل.
اعتدال المشي
أيضًا عزيزي المسلم، وجب عليك الاعتدال في المشي، كما كان يفعل رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم، واعلم أنه من صفة عباد الرحمن أنهم يمشون على الأرض هونا، أي في سكينة، ووقار، من غير تكبر ولا اختيال، قال الله تعالى: «وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا» (الفرقان:63).
فالذي ينبغي للمسلم في مشيه لحاجاته، وتقلبه في معاشه أن يقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم ما أمكن، وكان صلوات الله عليه يمشي في سكينة ووقار في غير تكبر ولا اختيال، ومع ذا فقد كان يسرع في مشيته، فلا يمشي مشية المتماوت، فكانت مشيته صلى الله عليه وسلم وسطا ليس فيها (جري) ولا تباطؤ.