جاء في وكالة “المركزية”:
ثلاثة ايام تفصل عن موعد تحرّك ثوار 17 تشرين في ساحة الشهداء. في 6/6، تداعت مجموعات الانتفاضة للعودة الى الارض “لأنو صرنا عالارض”، على حد تعبيرها، بعد ان مضى اكثر من مئة يوم على تسلّم الحكومة التي وعدت بالانقاذ والاصلاح، مهامها، من دون ان “تُنقذ او تُصلح” في ملف واحد، لا بل وقفت “تتفرج” على تدهور اوضاع الناس المعيشية والاقتصادية، متذرعة بكورونا تارة
وبـ”الارث الثقيل” طورا. عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يحشد الثوار لتظاهرة السبت، ويريدونها “مليونية” تنذر بانطلاق الموجة الثانية من الثورة، التي في الواقع، ستستكمل ما بدأته الجولة الاولى منهاـ
حين ثارت على الفساد والمحاصصة وعلى اداء السلطة السياسية الفاشل الذي أفرغ جيوب اللبنانيين وبطونهم، وقد أثبتت حكومة “اللون الواحد” اليوم، بما لا يرقى اليه شك، أن عرّابيها فعلا، جزءٌ وأكثر، من “كلّن يعني كلّن”، بعد ان تسببت مناكفاتُ اهلها وصراعاتُهم واخفاقاتهم، في إغراق اللبنانيين اكثر في الفقر والجوع، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”.
هل ستنجح الثورة في امتحانها السبت؟ أكثر من عامل قد يؤثر على قدرتها على استنهاض الهمم، لعلّ أبرزها القلق من وباء كورونا الذي لا يزال طيفه الثقيل يرخي بظلاله على لبنان والعالم، من جهة، واستعداد الحكومة بأجهزتها للتصدي لها، من جهة ثانية. الا ان ثمة تحدّيا جديدا، في يد “الثورة” التحكّمُ به، بحسب المصادر، يتمثّل في مدى قدرتها على المحافظة على طرحها الشعارات التي يُجمع مَن انتفضوا في لبنان من اقصاه الى اقصاه منذ اشهر، على أحقيتها وأولويتها، ويتوحّدون كلّهم تحت سقفها. فحجرُ زاوية الثورة ونقطة قوّتها الاساسية، تمثلا في تجاوزها الحسابات السياسية الفئوية وتلك الطائفية او المذهبية الضيقة، وفي تركيزها على حقّ اللبنانيين بعيش كريم لائق، وبكهرباء وماء وطرقات… بعد “التخلّص” من الطبقة السياسية الفاسدة التي تحكّمت بهم لعقود.
نقول ذلك، لان ثمة مَن يدفع اليوم الى اضافة مسألة نزع سلاح حزب الله الى لائحة مطالب الساحة. فعلى أحقية المطلب – لكون اي دولة لا يمكن ان تقوم في ظل وجود دويلة على اطرافها، تتحكّم بقراراتها وتوجهاتها – تعتبر المصادر ان هذا الملف الحساس والدقيق قد يساهم اليوم في إضعاف الثورة وتشتيت صفوفها، حتى انه قد يقدّم خدمة مجانية لحزب الله ويعطيه الذريعة والحجة التي يتحيّن، لتحريك مناصريه بعصيّهم ودراجاتهم، ضد الثوار، على غرار ما حصل أكثر من مرة منذ 17 تشرين، ولتخوينهم من جديد وتصنيفهم “ثوار سفارات”!. اما الاصح اليوم لقطع الطريق على امور من هذا القبيل، فهو الابقاء على البوصلة موجّهة في اتجاه المبادئ الجامعة المحقة: المطالبة بانتخابات نيابية مبكرة وبمحاربة الفساد والمحاصصة وبتشكيلات قضائية نزيهة وبقضاء مستقل وبمحاسبة الفاسدين، واستعادة الاموال المنهوبة… ومتى نجحت الانتفاضة في انتزاع هذه المكاسب، فإن كل فريق سياسي وقف او يقف، في وجهها، سيجده اللبنانيون “ينهار” تلقائيا ومعه فائض قوّته..
مفتاح النجاح اذا، إبعاد “السياسة” عن الثورة التي أشعلتها اساسًا، الاوضاعُ “المعيشية” المزرية. وقد يكون الثوار يقفون على اعتاب تحقيق انتصار جديد باسقاط حكومة دياب والدفع نحو حكومة اختصاصيين مستقلين حقيقيين، بعد ان بات مَن أوصلوها الى السراي غير مقتنعين بأدائها.. فلتبقَ الصفوف مرصوصة، تختم المصادر!