Canada - كنداTop Sliderهجرة - Immigration

نور: “لو بإمكاني العودة بالزمن فسأفكر كثيرا قبل الهجرة، فالأمر أصعب مما كنا نتصور”

Moving to Canada was harder than I thought. I'm not sure I'd do it again

تقول مصباح نور أن هناك ضوءا في نهاية كل نفق مظلم، لكن الأمر استغرق سنوات للعثور عليه بعد انتقالها إلى كندا.

وإليكم قصتها:

انتقلنا أنا وزوجي إلى كالجاري مع طفلين – يبلغان من العمر خمس سنوات وسنتين – في عام 2015.

وبدأنا البحث عن وظائف على الفور وكنا مليئين بالأمل لأن زوجي كان مدير فرع في بنك مشهور في باكستان.

ولكننا تعرضنا لصدمة، فقد كانت الوظيفة الوحيدة التي تمكن من العثور عليها لبدء حياتنا هنا هي تركيب السجاد.

وبعد أسبوع واحد فقط من العمل، بدا منهكًا وقال، “عندما كنت أصعد سلالم مبنى شقتنا، كنت أتمنى منزلا بدون درج.. ساقاي تؤلمانني كثيرا”.

وفي صباح اليوم التالي، ارتدى ملابس العمل مرة أخرى، والتي كانت ممزقة ومتهالكة عند ركبتيه، وكان قميصه الأسود باهتا من غسله كل يوم، وكانت يداه مليئة بالشقوق من الغبار والجفاف في العمل.

وقال، “لا أستطيع حتى الوقوف على قدمي اليوم”.

وغادر وجلست مع فنجان الشاي، وكل ما كنت أفكر فيه هو: لماذا نحن هنا؟

لم نكن سعداء، فلقد كنا نعيش في شقة صغيرة بها القليل من الأثاث وكنا نفتقد عائلتنا وأصدقاءنا في الوطن، وكنا قلقين كل يوم بشأن ما قد يحمله لنا اليوم التالي.

فالانتقال إلى بلد آخر يمنحك صورة مختلفة للحياة ويغيرك إلى شخص جديد.

وكان قد تقدم أخي بطلب للقدوم إلى كندا نيابة عني في عام 2008 عندما كنت لا أزال عازبة، وكنت متحمسة للانتقال، وسعيدة بإجراء اختبارات اللغة المطلوبة وجمع العديد من المستندات.

ولكن الأمر استغرق وقتا طويلا – سبع سنوات قبل أن نحصل أخيرا على تأشيرة الإقامة الدائمة بالبريد، وفي غضون ذلك، تزوجت وأنجبت طفلين.

وكنت لا أزال حريصة على القدوم إلى كندا، على أمل الحصول على فرص عمل أفضل ورواتب أعلى ومستقبل أكثر إشراقا للأطفال، ولكن كان الصراع من أجل إعادة الاستقرار أكبر بكثير مما توقعنا.

وبعد أن انتهيت من شرب الشاي، بدأت أبحث عن عمل بشكل يائس، فأنا حاصلة على شهادة الماجستير في التعليم ولكن ملء طلبات العمل عبر الإنترنت كان جديدا بالنسبة لي وكل وظيفة وجدتها تتطلب خبرة عمل كندية.

وكانت الحياة مليئة بالتوتر المستمر.

وأنا خجولة بطبعي، لكنني بدأت أتحدث إلى غرباء ــ أشخاص في المبنى الذي أسكن فيه، وأولياء أمور في مدرسة أطفالي، وأشخاص في المكتبة، ورحت أسألهم كيف يمكنني الحصول على وظيفة في هذه البلاد، وكانوا يتركون لي رابطا لبعض شركات التوظيف وللمواقع الإلكترونية التي لم أستطع فهمها.

ومن شدة التوتر فقدت ما يقرب من 22 رطلا، وكنت آكل أقل لتوفير المال، وكنت أرغب بشدة في العمل حتى يتمكن زوجي من العودة إلى الجامعة والحصول على وظيفة جيدة، ولكن لم يحالف الحظ أي منا.

وأجرى مقابلة للحصول على وظيفة مستشار مالي في أحد البنوك، ثم دفع 1200 دولار لشركة خاصة لمحاولة أن يصبح مشغلا للنقل، ولكن في كل مرة كان مديرو التوظيف يرفضونه باستمرار، قائلين “إن لغتك الإنجليزية ليست جيدة” أو “ليس لديك دراسات كندية أو خبرة عمل”.

ولقد شعرنا بخيبة الأمل وعدم القيمة، علما أن المسؤولين الكنديين كانوا قد قبلونا بسبب تعليمنا، وتم التصديق على وثائقنا عدة مرات في هذه العملية، حتى أننا اعتقدنا أن شهاداتنا ستكون ذات قيمة هنا، ولكن كنا مخطئين.

وأخيرا، وبعد عامين ونصف، حصلت على استراحة، وذلك عندما عاد ابني إلى المنزل من المدرسة ذات يوم وأخبرني أن مشرف الطعام سيغادر.

وسارعت لمقابلة المديرة، وأخبرتها عن شهادتي وخبرتي في التدريس في المنزل، وبعد الاستماع إلى كفاحي، أخبرتني كيف أتقدم بطلب، ووجهتني خلال العملية برمتها، من إنشاء حساب لطلب الوظيفة إلى هيكلة سيرتي الذاتية للإجابة على متطلبات الوظيفة.

وحصلت على تلك الوظيفة بدوام جزئي، ثم حصل زوجي على وظيفة مشغل رافعة شوكية في مستودع إمدادات النفط والغاز، وكانت ساعات العمل أفضل وأسهل على جسده من تركيب السجاد، وما زلنا لا نستطيع تحمل تكاليف ترقية شهادته في الجامعة، لذلك أخذت دورة لمدة عامين لأصبح مساعدا تعليميا، ثم أخيرا، وبعد ست سنوات من انتقالنا لأول مرة، حصل على وظيفة محلل تسعير في النفط والغاز دون ترقية.

وأتذكر اليوم الذي اتصل بي فيه بعد حصوله على وظيفة محلل التسعير.. كنت أبكي من الفرح، وأعانق أطفالي وأشكر الله كثيرا، وكنت أعتقد أن هذا سيكون نهاية مشاقنا وتوترنا، وبينما كنا نتسوق معا لشراء قمصانه وبنطلونه وحذائه، كتمت دموعي.

وفي يناير، بدأت العمل كمساعدة تعليمية واشترينا منزلا حيث يمكن لأطفالي القفز والجري واللعب بحرية.

ولكن ضغوط السنوات السبع الماضية كانت لها آثار دائمة، فبعد أن مررت بالكثير، ما زلت أشعر بالتعب والقلق بشأن المشاكل اليومية، وأشعر وكأن ذاكرتي تأثرت بالتوتر المزمن، وزوجي يعاني الآن من ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول والسكري، وهذا هو الثمن الذي دفعناه للوصول إلى المكان الذي نحن فيه الآن.

وفي النهاية، وجدنا الاستقرار المالي واستقرينا في كندا، لذا فهذه قصة الانتقال من الإحباط إلى الأمل، والجهل إلى المعرفة، والفشل إلى النجاح، والتوتر إلى الثقة، ولكن إذا كان بإمكاني العودة بالزمن إلى الوراء، فسأفكر كثيرا قبل الهجرة، فالأمر أصعب مما كنا نتصور.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى