تثير حالات الحصبة العشر المسجلة حاليًا في مقاطعة كيبك قلقا للصحة العامة، التي تدعو السكان مرة أخرى إلى التطعيم. ويحذّر في هذا السياق المدير الوطني للصحة العامة، الدكتور لوك  بوالو ، من أن “الوضع يتطور باستمرار، بل وبسرعة” .

وقال الدكتور بوالو  في مؤتمر صحفي في مونتريال، الاثنين ، إن من بين الحالات العشر التي تم تحديدها في كيبك، هناك ثلاث حالات مرتبطة بالسفر الدولي، ولكن “يمكننا أن نشك في أن هناك بعض الحالات التي ربما تكون مكتسبة في المجتمع”.

وأضاف: “لهذا السبب نحن يقظون وهذا هو سبب قلقنا”. قبل ظهور حالات جديدة في مونتريال في شباط/فبراير، كانت آخر حالات الإصابة بالحصبة في كيبك تعود إلى عام 2019.

وعلى الرغم من أن عدد الحالات قد يبدو منخفضًا، إلا أن الحقيقة تظل أن كيبيك هي “مركز كندا”. وتابع الدكتور بوالو  “من الممكن أن يرتفع العدد بسرعة، بسرعة كبيرة جداً” .

إن انخفاض معدل التغطية بالتطعيم يقلق الصحة العامة في بعض المناطق، ولا سيما في مونتريال ومونتيريجي ولافال،  أيضًا في كيبيك.

وتابع بوالو في بعض المدارس في العاصمة، تصل نسبة التطعيم إلى 30%، ولكن بشكل عام، في المدارس الابتدائية، نلاحظ التطعيم بنسبة 78%. وتبلغ هذه النسبة 82% في المرحلة الثانوية. ونسبة المناعة الجماعية هي 95%.

ولفت بوالو “إذا أصاب الفيروس مدرسة نسبة التطعيم فيها  80٪ فسوف يصاب الكثيرون منهم بالمرض، وسوف يفاجئنا ذلك جميعًا وسنقول “يا إلهي””، وأوضح أنه في حالة تفشي مرض : “لن نتفاجأ على الإطلاق إذا حدث ذلك في الأيام المقبلة أو الأسبوع المقبل”. في الوقت الحالي، لا توجد خطط لجعل التطعيم ضد الحصبة إلزاميًا.

وعندما نعود من عطلة الربيع، سيتم استهداف المدارس ذات معدلات التطعيم المنخفضة بشكل خاص لحملات التطعيم. سوف نقوم أيضًا بالاتصال مباشرة بالآباء الذين لم يتم تطعيم أطفالهم.

لا يتطلب الأمر سوى جرعتين من اللقاح للحماية بنسبة 95% من مرض الحصبة مدى الحياة.

وأوضحت الدكتورة  كارولين كواتش ثانه، عالمة الأحياء المجهرية وأخصائية الأمراض المعدية في مستشفى سان جستين للأطفال أنه بمجرد ظهور حالات بين السكان، فإن “الأطفال الذين هم أصغر من أن يتم تطعيمهم والمعرضين لخطر المضاعفات، وكذلك الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة بسبب إصابتهم بالسرطان” معرضون للخطر.

يوم الاثنين، تم أيضًا تأكيد أول حالة إصابة بالمرض في  بريتش كولومبيا، مما رفع الحالات المسجلة في كندا منذ بداية عام 2024 إلى اثنتي عشرة حالة، أو ما يصل إلى عام 2023 بأكمله.

وفي مؤتمر صحفي في ميسيسوجا يوم الاثنين، قال وزير الصحة الفيدرالي مارك هولاند إنه “قلق للغاية” بشأن عودة ظهور الحالات. وتابع الوزير: “بصراحة، نرى أن العديد من الأمراض التي لم تعد موجودة عمليا، بدأت تعود للظهور بسبب التردد في اللقاحات”.

ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، ارتفع عدد حالات الحصبة في جميع أنحاء العالم بنسبة 79% في عام 2023 مقارنة بعام 2022. وتعزى هذه الزيادة جزئيا إلى انخفاض التطعيم ضد الحصبة خلال جائحة كوفيد-19.